من ظلال القرآن ومعين السنة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
من ظلال القرآن ومعين السنة وعظا تكسبون به الأجر ....
فما الحياة الدنيا بباقية وما الأحوال فيها ستبقى كما هي فكلها بما فيها وما عليها إلي زوال
ويبقى الله وحده ذو الجلال ولااكرام
تذكر الموت القبر الجنة النار
فانظروا ماذا تفعلون؟

الطاعة والامتثال فيسوقك إلي خير
( في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر)
سورة القمر 54-55

المعصية والغواية فيسوقك إلي أسوا نهاية ..
(في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم)
سورة الواقعة 42-44

فالرحلة قصيرة
كم ستعيش في هذه الدنيا ؟
ستين سنة.. ثمانين سنة.. مائة سنة.. ألف سنة .. ثم ماذا؟
ثم موت .. ثم بعث إلي جنات النعيم أو في نار الجحيم!

تيقن حق اليقين
أن ملك الموت كما تعداك إلي غيرك فهو في الطريق إليك وأعلم أن الحياة مهما أمتدت وطالت فإن مصيرها إلي الزوال وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبح وحيدا لا أحبــــاب ولا أموال ولا أصحـــاب ؟
تخيـــل نفسك وقد نزل بك الموت وجاء الملك فجذب روحك من قدميك
تذكر ظلمة القبر ووحدته وضيقه ووحشته وهول مطلعه وسوء مصرعه
آه له من بيت فإما نعيم وإما حميم لا فرق أن يدخله لئيم أو كريم أو رفيع أو رضيع أو داعية أو أبله أو ملك أو مملوك أو معسر أو ميسر!

اترا وهما يقعدانك ويسألانك
هكذا يكون جسدك بعد الموت
تقطعت أوصالك وتفتت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتا للديدان

ينفخ في الصور إنها صيحة العرض علي الله فتسمع الصوت فيطير فؤادك ويشيب رأسك فتخرج مغبر حافي عاري قد رجت الأرض وبثت الجبال بثا وشخصت الأبصار لتلك الأهوال وطارت الصحائف وقلق الخائف
النار برزت وزفرت غضبا
فمزقت وتقطعت الأفئدة وتفرقت والأحداق قد سالت والأعناق قد مالت والألوان قد حالت والمحن قد توالت
تذكر مذلتك في ذلك اليوم وانفرادك بخوفك وأحزانك وهمومك وغمومك وذنوبك وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا قد ملئت القلوب رعبا وذهلت المرضعة عما أرضعت واسقطت الحامل حملها وتتبرئ حينها من بنيك وأمك وأبيك وزوجك وأخيك
تلك المواقف والأهوال يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب
يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف كم في كتابك من زلل وكم في عملك من خلل!

يوم يقال لك اعبر الصراط وماأدراك مالصراط ؟
هل تعرف ماهو عرضه أقل من شعره الرأس والظلام دامس لاترى فيه شي ابدا إلا بعملك
لاترى ابدا إلا من اصبعك الكبير في قدمك هو الذي ينير لك طريقك على حسب عملك فإذا كان عملك خبيثا فماذا ياترى ؟؟ وإذا كان عملك طيبا فسوف ينير وسيجعلك ترى طريقك في الظلام الدامس
فكل على حسب عمله منهم
من تلتوي رجله ويكاد يسقط ويمسك ويزحف الى ان يصل ومنهم من يسقط ومنهم من يكون مروره بسرعة البرق فأيهما انت ؟

حاسب نفسك قبل أن تحاسب وعد ذنوبك قبل أن تكون عليك يوم الحشر
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) الحشر 18

أهل الذنوب أطاعوا الشيطان وعصوا الرحمن وحلت كروبهم وعظمت خطوبهم وكبرت عيوبهم وأحصيت عليهم في الكتاب ذنوبهم مساكين أهل الذنوب عصوا الجبار بالليل والنهار وبذلوا مهجهم لعذاب بالنار وسودوا صحفهم بالخطايا والأوزار غفلوا عن الطاعة وخسروا أنفسهم قبل قيام الساعة فاجعل من لحظات عيشك طاعات واعتق نفسك من مغبة الحسرات
(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)
النحل 111

(وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم)
إبراهيم 22
يوم تنظرالى يمينك فلا ترى إلا ما قدمت
وتنظر شمالك فلا ترى إلا ما قدمت
عن عائشة رضي الله عنها قالت
سمعت رسول الله صى الله عليه وسلم يقول
(( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا))
قلت يا رسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلي بعض ؟
قال يا عائشة (( الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلي بعض )) رواه البخاري ومسلم
( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنية لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)
عبس 34-37

فاعمل لتلك اللحظات فاتقي النار بامتثال الطاعات واجتناب المحرمات
قال الرسول عليه الصلاة والسلام
(( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))
فابذل الجهد حفظك الله في المسارعة إلي ما ينجيك من النار واستثمر وقتك وشبابك فيما يرضي الله وكن حافظ لله في الدنيا يحفظك في الدنيا والآخرة

تجنب ما يغضب الله من النواهي والمحرمات واحذر من الفجور والسفور والغيبة والنميمة والجدال والعجب والكذب والخيانة وسائر المحرمات والموبقات.

احرص علي الاستزادة من الخير ببذل المعروف والكلمة الطيبة والنفقة والصدقة وإغاثة الملهوف وإكرام الضيف والرحمة بالضعفاء والدعوة إلي الله جل وعلا وبر الوالدين والإحسان إليهما . والمداومة على الأذكار والتقرب إلي الله بالرواتب والنوافل وقراءة القرآن
واحرص على أداء الواجبات والفرائض ومن أهمها الصلاة فإنها عمود الدين وركنه الركين اختى التزمي الحشمة والوقار والعفاف والحياء وطاعة الزوج في المعروف
لم ينته الوقت بعد حا ول وحاول الى ان تصل الى رضا الله عزوجل لاتستخف برضااه فكم من قوي في الايمان عاش كل حياته في طاعة الله وعند النهاية سقط بكلمة منه في نار جهنم تنزله الى قاعها سبعين خريفا
يجب ان تقوي ايمانك وتكون مع الله جنبا الى جنب وتجعل لسانك كثير الذكر به وبرسوله واستغفره في كل حين
اقرأ القرآن ولا تهجره فمن تركه ثلاثة ايام ولم يقرأ منه اعتبر هاجر له
اجعل طريق الله هو طريقك ومستقرك فمن ترك شيئا لله عوضه الله به يوم القيـامة ؟