سنن مهجورة لها أجر عظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

سنن مهجورة لها أجر عظيم

قال تعالى:

وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ [البقرة:231].

فالنعمة الأولى التي ذكرها الله تعالى هي نعمة إنزال القرآن، وأما النعمة الثانية المذكورة في الآية الكريمة فهي نعمة الحكمة، والمراد بها السنة.

والسنة أيها الكرام هي كل ما شرعه النبي من أحكام، سواء بقوله أو فعله أو تقريره.

وقد أوجب الله طاعة رسوله ، وقرنها بطاعته،

قال سبحانه:

مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80].

وجعل اتباع النبي علامة لمحبة العبد لربه عزوجل

قال تعالى:

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31]

أن في اتباع السنة أخذ بالعصمة من الوقوع في الاختلاف

قال العرباض : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال قائل : يا رسول الله!كأن هذه موعظة مودع، فما تعهد إليها؟ فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"

قال النبي صلى الله عليه وسلم

إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنـتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا، يا نبي الله أو منهم ؟ قال، بل منكم

ومن هنا كانت فكرة هذه الحلقات المباركات ان نتذاكر سنن الحبيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

والسنة الاولى التي سنتحدث عنها الليلة في حديثنا عن السنن المهجورة التي لها أجر عظثم هي سنة أن يبيت العبد طاهرا

حقيقة إن العبد السعيد هو الذي يوفق لاقامة هذه السنة التي يكاد أن ينساها أكثر المؤمنين لما لها من عظيم اجر يضيع على المفرط كل ليلة وهو لا يدري ، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" طهروا هذه الأجساد ، طهركم الله ، فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك ، لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك ، فإنه بات طاهرا"

حسن لغيره صحيح الترغيب لشيخنا الألباني برقم 599

وهنا لنا فائدتان :

الأولى مصاحبة الملك للعبد الذي يبيت طاهرا ، فما أروع هذه الصحبة، ولو لم يكن في فضل البيات طاهرا إلا صحبة الملك الكريم لكفى.

والثانية إن هذا الملك الكريم يقوم بنفسه – نيابة عنك – باستغفار رب العالمين لك لأنك متبع لسنة سيد
المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم

بل أضف إلى هذا ذلك الحديث العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم حيث قال :

" ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار – أي يستيقظ - من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه .

قال شيخنا الألباني :صحيح انظر المشكاة 1215 ، 1172 وصحيح أبي داود 4216 له أيضا .

فتأمل هذا الفضل العظيم ، أن المقيم لسنة البيات طاهرا يصبح مستجاب الدعوة بنص موعود الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

ولعلني أكون موفقا حينما أذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه في فضل الوضوء فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الطهارة إذ قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن ، فغسل وجهه ، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء،أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، حتى يخرج نقيا من الذنوب"

مسلم 244 وأيضا انظر صحيح الترغيب للألباني برقم 181